قرأتُ هذِهِ الكَلِمات في صَحيفةٍ يوميةٍ كانَت تَتَحدّثُ عن الانتصارات الَّتي
يُحرزِها شَعبُ فيتنام عَلى أعدائِهِ أعداءِ الشُّعوب ، إنّها قصّة فتاةٍ
راهبةٍ كانت تَعمَلُ مُمرضةً في أحدِ المشافي عِندما أغارَت الطّائراتُ
المُعتديةُ على المُستَشفى ، فَلَم يَنجُ من فتكِها حتى العَجزَةُ ، والأطفالُ
، والأمّهاتُ الحَوامِلُ ، والمُرضعاتُ . أمّا هيَ فَقَدْ قَامَت مِن بين
السُّقوفِ المُنهارَةِ ، والجُدران المُتداعياتِ ، لَتفتَحَ عَينيها على
التَّطوُّع في جَيشِ التَّحرير الشَّعبي ، والتَحَقَتْ برَفيقاتها العَذراواتِ
اللَّواتي نَذرن أنْفُسَهنَّ للوطَنِ فَكُنَّ مِن الفُضلياتِ وأبلينَ بلاءَ
الأبْطالِ .
عِشتِ يا مُناضلةَ الفيتنام ، فإنَّ لكِ في
أُمتي العَرَبية لَنظيرات ونَظيرات . فَكم عَرَفت هذه الأمَّةُ من خَولاتِ
وخَنساواتٍ وجَميلاتٍ . وكأني بِهِنَّ ما زِلن ماثِلاتٍ في كلِّ جيلٍ وَلَم
يَكنَّ يوماً من ذِكرياتِ التاريخِ .
رجوع
|