وَقَالَتْ القُبَّرةُ : " أَرْجُوا أنْ يَكونَ كلِّ شيءٍ على ما تَروم ، أيُّها السيد " . أجابهَا النِّسْرُ : " أجَل كلُّ شَيءٍ على ما نرُومُ . ولكنْ ألا تَعْلَمِينَ أنني مَلِكُ الطيوكٍ ، وأنَّهُ لا يجوُزُ لَكٍ أنْ تُخَاطِبينا قَبلَ أنْ نَبدأكِ بالكَلاَمٍ ؟ "
قالتْ القبَّرَةُ : " يَلُوحُ لي أننا مِن الأسْرَةِ نَفسِهَا " .
نَظَرَ النِّسْرُ بازدراءٍ وقال : " مَنْ هُوَ هَذا الذِي قَالَ إني وَإِيَاكَ مِنْ أُسْرَةٍ وَاحِدَةٍ ؟ "
عِنْدَ ذَاكَ غَضِبَ النِّسْرُ وَقَالَ : " فَرَحٌ وَمُتْعَةٌ ! أَنْتِ أَيَتُهَا المَخْلُوقَةُ الصَّغِيرَةُ المُدَّعِيَةُ ! إنِّي لَقَادرٌ على تَحْطِيمِكِ بِنَقرَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ مِنْقَارِي ، وِمَا أنْتِ إلاَّ بِحَجْمِ قَدَمِي " . فَمَا كَانَ مِنَ القُّبَرَةِ إِلا أنْ ارتَمَتْ عَلى ظَهْرِ النِّسْرِ وَأخَذَتْ تَنْقِرُ رِيشَهُ .
وَنَظَرَ النِّسْرُ مِنْ عَليائِهِ إلى السُّلْحِفَاةٍ وَقَالَ : " أنْتِ أيتُهَا الَمخْلُوقَةُ البَطِيئَةُ الحَدْبَاءُ ، اللاصِقَةُ أَبَداً بِالأَرْضِ ! مِمَّ تَضْحَكِينَ ؟ "
أجابَتْ السُّلْحَفاةُ : " ذلكَ أني أرَاكَ تَحَوَّلْتَ إلى حِصَانٍ ، وَقَدْ رَكِبَكَ طَيْرٌ صَغِيرٌ ، غَيْرَ أنَّ الطَيْرَ الصَّغِيرَ هُوَ الأَحْسَنُ " .
فَقَالَ لَها النِّسْرُ : " انْصَرِفِي لِشَأنِكِ . إنَّهَا قَضِيَّةُ أُسْرَةٍ بَيْنِي وبَيْنَ أُخْتِي القبَّرَة وَلا دَخَلَ لِغَرِيبٍ فيها ".
|
Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |