كان الطائر الداجن في قفصٍ ، وكان طائر الغاب طليقاً .

وشاء القدرُ أن يلتقي الاثنان فهتف الطّائر الطّليق قائلاً :

ـ تعالَ : حبيبي لنطير نحو الغاب!

ـ تعال أنتَ إليّ لنعيش معاً في القفص .

ـ هل من فضاءٍ بين هذه القضبان ، أبسط فيه جنَاحيْ ؟

ـ وا أسفاهُ ! هل من مكانٍ في السَّماء أقع عليه ؟

ـ غنِّ ، حبيبي ، أغاني الغابات .

ـ اجلس إليّ أعلّمك غناء الماهرين .

ـ لا ! لا ! إنّ الغناءَ لا يُعلَّم .

ـ وا سَوْءَتاه ! أنا أجهل أغاني الغابات .

حبُّهما عنيفُ مُلِحٌّ ، ولكنهما لن يطيرا جناحاً قرب جناح ، من خلال قضبان القفص يتبادلان النظرات ، ولكن عبثاً يصبوان إلى اللّقاء يرفرفان بأجنحتهما في حنين ، وهما يُنشدان : ادنُ منِّي حبيبي ! الطائر الطليق يهتف : لست أقدر ! إنّي أخشى أبواب قفصك الموصدة ! والسّجين يهمس :
وارحمتاه ! جَناحايَ عاجزان ميتان .

رجوع

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث : 5 حزيران 2003

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية