الوَطَنُ العَرَبِيُّ جُزءٌ مِنَ العَالِمِ الكَبِيرِ ، حَمَلَ مَشَاعِلَ الحَضَارَةِ قَدِيمَاً وَرَفَعَ شِعَارَاتِ الحُرِّيَةِ والمَحَبَّةِ والإِخَاءِ إِلَى جَمِيعِ الأَنْحَاءِ في العالِمِ .
فَقْبْلَ مَجِيءِ المَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِآلافِ السِّنِينِ نَشَأَت فِيهِ حَضَاراتُ البابِلِييِّنَ ، والأَشُورِيينَ في العِرَاقِ ، والفِنِيقِيينَ في الشَّامِ ، والفَرَاعِنَةِ في مِصْرَ ، ثُمَّ جَاءَ العَهْدَ الزَّاهِرُ، عَهْدُ الحَضَارَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ فَكَانَ عَهْدَ عَطاء وَعهْدَ إِثْرَاء ، حَيْثُ قَدَّمَتْ هذه الحَضَارَةُ لِلعَالَمُ أَلْوَانَاً جَدِيدَةً مِنَ المَعْرِفَةِ ، كَمَا أَثْرَت مَا كَانَ مِنْهَا مَوْجُودَاً .
وقد امتدَّ أَثَرُهَا فَمَلأ المَشْرِقَ وَالمَغْرِبَ ، وَكَانَت دُونَ رَيْبٍ الضُّوءَ الذي شَعَّ فَعَمَّ العالَمَ كُلَّهُ ، بَل كَانَ بَدْءَ الثَّوْرَةِ المَعْرِفِيَّةِ لبتي ظَهَرَتْ آثَارُهَا في عَالمِنَا الحَدِيثِ . وكل قَارِئ لِهَذَا التَّارِيخِ يُؤَكِّدُ ذلك ولا يَجْرُؤُ أَحَدٌ على نكرَانِهِ أو التَّشْكِيكِ في حَقِيقَتهِ وَإِلا فَهُوَ مُتَجنٍّ مُخْطِئٌ .
|
|||||||||||||
Copyright © 2001 - 2011 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |