درس
تطبيقي في النصوص الأدبية للمرحلة الثانوية الوصايا في العصر الجاهلي
... وتمتاز الوصايا في العصر الجاهلي بجمالها ، وتناسب جملها ورقتها .
1) عمرو بن كلثوم
جمع عمرو بن كلثوم بنيه حينما حضرته الوفاة ، وكان قد عاش مائة وخمسين سنة ، فقال : ـ
" يا بَنيَّ ، قَدْ بَلغْتُ منْ العُمَرِ ما لمْ يَبْلغْهُ أحدٌ منْ آبائي ، ولا بدَّ أنْ يَنْزلَ بي ما نَزلَ بهم منَ الموْتِ . وإني واللهِ ما عيّرتُ أحداً بشيءٍ إلا عُيِّرتُ بمثْلهِ ، إنْ كانَ حقاً فَحقاً ، وإن كانَ بَاطلاً فبَاطلا ، ومنْ سَبَّ سُبَّ . فكُفُّوا عنِ الشتّمِ ، فإنّهُ أسْلمُ لَكمْ ، وأحسِنوا جِوارَكمْ ، يحسنْ ثناؤُكم ، وإذا حُدِّثْْتم فَعوا ، وإذا حَدثْتم فأوْجِزوا ، فإن مع الإكثارِ تكونُ الأهْذار . أشجعُ القَومِ العَطوفُ عندَ الكرِّ ، كَما أن أكرمً المنايا القتلُ ، ولا خيرَ فيمن لا رَويّة لهُ عندَ الغضَبِ ، ولا منْ إذا عُوتبَ لم يُعْتِبْ ، ولا تَتزوجوا في حيِّكم ، فإنّه يودي إلى قُبْحِ البُغْضِ " .
2) ذو الإصبع العدواني
وأوصى ذو الإصبع العدواني ، لما حضرته الوفاة ، ابنه فقال : " يا بُني ، إن أباكَ قد فَنِيَ وهوَ حيُّ ، وعاشَ حتَى سَئِمَ العَيشَ . وإنِّي مُوصيكَ بما إنْ حفظْته بَلغتَ في قَوْمكَ ما بَلغتُه : ألِنْ جانبَك لقَومك يُحبُّوكَ ، وتَواضعْ لهُمْ يرفَعوكَ ، وابسُطْ وجْهَكَ يُطيعوكَ ، ولا تستأثْر علَيهمْ بشيءٍ يسوِّدوكَ ، وأكْرِم صغارَهُمْ كَما تُكْرمْ كبارَهُمْ ، يُكْرمكَ كبارهُم ، ويَكبُرْ على مودَّتكَ صِغارَهُمْ ، واسْمحْ بمالكَ ، وأعززْ جارَكَ ، وأعنْ من اسْتعانَ بِكَ ، وأكرم ضَيفكَ ، وصُنْ وجهكَ ، عنْ مسألِة أحدٍ شيئاً ، فَبذلِكَ يَتمُّ سُؤْدُدُكَ ".
|
|||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |