نموذج لتدريس: دراسة صورة بلاغية في نص أدبي فجيعة والد أبو ذؤيب الهُذَلي
هو خويلد بن خالد الهُذَلي ، أحد المخضرمين مِمّن أدرك الجاهلية والإسلام . وأسلم فحسن إسلامه . ولا يُعرف من حياته في الجاهلية إلاّ أنه كان راوية لأحد شعراء قبيلته ..
كانت منزلة أبي ذؤيب الشعرية كبيرة ، وفي شعره رصانة وهدوء من غير تكلّف وتصنُّع .
وقد سئل حسّان : من أشعر الناس ؟ قال حيّاً ، أو
رَجُلاً ؟ قيل : حَيّاً . قال : أشعر الناس حيّاً
هُذَيل . وأشعر هُذيل غير مدافع أبو ذؤيب ..
النص الذي سندرسهُ هنا يُصوِّر فجيعة أبٍ فقد أبناءه الخمسة في عامٍ واحد ، بسبب مرض الطاعون . وقد عُرِفَ هؤلاء الأبناء بالبأس والنجدة . وهذا الأب الشيخ الذي كان ينتظر أولاده ليكونوا عوناً له على متاعب الحياة فُجِعَ بهم، وتركوه يتلوى من الألم والحزن ، ويشتد عليه الحنين في هدأة الليل. فرثاهم في قصيدة تعدّ من عيون المراثي ..
لئن غالب الشاعر دمعه فقد غلبه أمام هذه المصيبة الفادحة التي لم يستطع ردّها عن أبنائه، وهذه القصيدة نفثة كبد حرّى، ولوعة أب مفجوع، وتجلدُّ رجل عرك الحياة وعركته فما لان لها ولا ذلّ .
|
|||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |