أسلوب المدح والذَّمِ خامساً : صياغةُ أسلوبِ المَدْحِ والذّمِ من أفعالٍ أُخرى : تؤدي معنى (نِعْمَ وبِئْسَ) في إنشاءِ المَدْحِ والذّمِ ، أفعالٌ تُصاغُ على وَزْنٍ مَخصوصٍ ، هو وَزْنُ (فَعُلَ) وتتوفرُ فيها شروطٌ مُعَيّنةٌ ، ولكنَّ إفادةَ المدحِ والذّمِ باستعمالِ هذه الأفعالِ تكونُ خاصةً وليست عامّةً ، ودالةً على معنى مُعَيّنٍ ومحدودٍ ، يَقَعُ بِسَبَبِهِ المدحُ أو الذَّمُ ، كما يُستفادُ من جُملتها معنى إضافيٌّ هو الدلالةُ على التعَجُّبِ .
ومع أنَّ هذه الأفعالَ تؤدي معنى المدْحِ والذّمِ ، إلا أنها تَخْتَلِفُ عن (نِعْمَ وبِئْسَ) في أداءِ المَدْحِ والذّمَ المُجرَدَيْن – الخاليين من معنى التعجب - ، ومِنْ حيثُ أنَّ المَدْحَ والذّمَ مع (نِعْمَ وبِئْسَ) يكونُ عامّاً وشاملاً ، وليس مقصوراً على جانِبْ مُحَدَّدٍ من المَدْحِ أو الذّمِ .
ويَصْلُحُ الفِعْلُ كي يُؤديَ معنى خاصاً في المَدْحِ والذَمِ وإفادةِ التَعَجُّبِ ، عندما يَتوفْرُ فيه شرطان . الأول : أَنْ يستوفَي جميعَ الشروطِ المطلوبةِ في الفِعْل الذي يُصاغُ فيه التعجبُ بالأسلوبِ المباشرِ .
الثاني : أنْ يصاغَ الفِعْلُ على وَزّنٍ مخصوصٍ هو صيغة (فَعُلَ) ، سواءً أكان في الأصّلِ مصوغاً على هذا الوزن ، مثل : كَرُمَ ، حَسُنَ ، شَرُفَ ، أم لم يَكُنْ . مثل : فَهِمَ ، كَتَبَ ، بَرَعَ ، والتي تصير وفق الوزن السابق : فَهُمَ وكَتُبَ وبَرُعَ .
- فإنْ كانَ الفِعْلُ في أصلِهِ اللغويّ على وَزْنِ (فَعُلَ) ، مثل : كَرُمَ الفتى سعيدٌ ، ولَؤُمَ الخبيثُ فلانٌ ، بنينا صيغتي المَدْحِ والذَمِ منه دونَ أيّ تغييرٍ .
- أمْا إذا كان الفِعْل على وزنٍ آَخَرَ ، حولناهُ إلى وَزْنِ (فَعُلَ ) الذي يَدُلُّ على الخِصالِ والسلوكاتِ التي تَسْتَحِقُّ المَدْحَ أو الذّمَ . فنقولُ في المَدْحِ من (كَتَبَ وفَهِمَ) : كَتُبَ الصحفيُّ وائلٌ ، وفَهُمَ الطالب محمدٌ .
ونقولُ في الذَّمِ من (جَهِلَ وكَذَبَ ) .
جَهُلَ الغلامُ ابراهيمُ وكَذُبَ الولدُ
فلانٌ .
-
فإن كانَ الفِعل مَعتلَّ الآخِرِ ، مثل : قضى ، رمى ، غزا ورضي
، قلبنا آخره (واواً ) عِنْدَ نَقْلِهِ إلى صيغةِ (فَعُلَ) ،
لتُناسِبَ الضمَّةَ قبلها ، فَتصيرُ : قَضُو ، رَمُو وغَزوَ ،
ورضَو .
قَضُوَ المستشارُ عبد الله .
|
|||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |