سنتها الجديدة
أما القصة الثانية سنتها الجديدة فتصور بلدة لبنانية غاية في جمال نسائها، ومشروباتها، ومنتجاتها الطبيعية وحياة شيخها ووجيه أهلها أبو ناصيف.
يصور نعيمة حياة أهل القرية وعاداتهم الاجتماعية والشعبية، لكن المشكلة التي تثار في الحدوثة، أن أبا ناصيف قد رزق بعدد كبير من البنات، وانه يرغب في طفل يرثه ويحمل اسمه. وأبو نصيف لا يرى ـ كما يرى أهل لبنان ـ أن البنت كالولد فهي لاتحمل اسم الأب في رأيهم ـ كما يحمل الولد.
لذا فالرجل يستعين بالعذراء وبمار الياس أن يهباه ولداً ويصور نعيمة في القصة انتظاره لحظة ولادة مولود جديد للرجل. وكيف كان يخرجه ـ أحياناً ـ انتظاره لحظة الميلاد، التي كان يتمنى أن يكون المولد ذكراً لا أنثى، عن مكانته الدينية إلى درجة تقترب من الكفر، وأنه في النهاية لما علم بأن المولود أنثى أخذه لتوه، ودفنه حيا بيده، وادعى أن المولود كان ذكراً لكنه ولد ميتا .
ولعل نعيمة يوحي في نهاية القصة بأن أبا ناصيف وهو أحد رجال الدين المسيحي، قد ارتد عن دينه بعد تلك الحادثة! كل ذلك جاء بأسلوب أقرب إلى الفكاهة منه إلى الجد، فيه مرارة وسخرية من العادات الاجتماعية والتقاليد الموروثة لدى بعض طبقات المجتمع المسيحي.
وهذه القصة التي بدت أقرب إلى البناء القصصي المتكامل، حيث بدأ الحدث فيها مع لحظة وجود رجل في مكانة أبي ناصيف، صاحب مكانة دينية واجتماعية، ومع ذلك فلن يجد من يرثه لأن خلفه، كله بنات سبع بنات ، وفي لحظة ولادة المولود الثامن له، كان أبو ناصيف كان هائجا غير متزن، ينتظر أن تضع زوجته ولداً ذكراً ، وفي انتظار هذه اللحظة يعيش لحظات موزعة بين الحلم والواقع، فهو لا يريد أن يسمع إلا أن زوجته قد وضعت ابنا، وأن القابلة ستخبره بذلك ، حتى الصور التي على الحائط للقديسين واللصوص قد انقلبت إلى صور طفل صغير هو ابنه الذي سيولد، لكن آماله تذهب مع الريح، عندما يكون المولد بنتاً ، فيبادر إلى حملها إلى المقبرة ليدفنها حية.
يصور نعيمة في هذه القصة بعضا من جوانب تفكير الناس في بلاده في بدايات القرن العشرين ، ويستعمل في ذلك أساليب عديدة منها السرد والوصف والحوار وإظهار الدهشة ، ويستعمل لغة سهلة واضحة أقرب ما تكون إلى لغة الشعب التي يستخدمونها في حياتهم اليومية.
ولا يخلو أسلوبه من التعريض بالمعتقدات الاجتماعية والعادات البالية التي تسيطر على المجتمع العربي واللبناني بشكل خاص.
|
|||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |