ساعة الكوكو
تعتبر القصص الخمس ساعة الكوكو ، وسنتها الجديدة والعاقر والذخيرة وسعادة البيك أقرب إلى الحواديث منها إلى القصص القصيرة، ولعل عنوان الكتاب كان ما كان خير دليل على ذلك، إذ تمثل كل واحدة منها حدوثة ، تصلح لأن تروى في الأماسي ، للأطفال أو لفئة من الناس ذوي مستوى تعليمي متوسط ، يقصد من ورائها تصوير العادات والممارسات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت تسود في لبنان خصوصا في بدايات القرن العشرين .
فالحدوثة الأولى التي جاءت على شكل رسالة أرسلها أحد الناس للكاتب أو تخيل الكاتب حدوثها، تدور حول قيم الشرف والإخلاص ومساعدة الآخرين، كما تجلت عند أحد المهاجرين اللبنانين العائدين إلى الوطن، وقدرته على محاولة مصادقة جميع أهل القرية، ونيل احترامهم، وبعده من التعصب الديني لإحدى الكنيستين ، ومن الرسالة ذاتها تتولد رسالة أخرى أو حدوثة أخرى ، عن مهاجر عاد ففعل ماهو نقيض فعل الرجل الأول مستر طمس، إذ أغرى إحدى الفتيات التي كانت مخطوبة لفتى تحبه بترك هذا الخطيب والزواج منه ، كل ذلك بفعل تلك الساعة التي كان يخرج منها عند تمام الساعة طائر يعلن الوقت بعد صيحاته كوكوكوكو مما يضطر المحب إلى هجر الأرض الطيبة والأسرة ، للهجرة الى الغرب ، وينال مراده في تجميع المال والثراء، ولكنه يفشل على صعيد الحب والزواج ، ويلتقي بمحبوبته الأولى، وهي في حالة يرثى لها ، بعد فوات الأوان.
كل ذلك أداه ميخائيل نعيمة بأسلوب ملىء بالتصوير والوصف والتأمل بل وحشد فيه كثيراً من الأمثال والعظات والأقوال السائرة والأمثال والخطابة في بعض الأحيان، وبإبداء الحكم والأراء الفلسفية وتصوير الحالات النفسية والانفعالات اللينة والشديدة أحيانا بل وحشد كثيراً من الإشارات الدينية المسيحية: الأديرة ، والسيدة العذراء ورجال الدين، والأمثال والأقوال الشعبية، واللجوء إلى المقارنة بين طرائق كسب الرزق في الشرق والغرب.
وقد لجأ ميخائيل نعيمة إلى أسلوب المفاجأة والمصادفات الغريبة في القصة الأولى من أجل أن يظهر البطل اللبناني خطار بالصورة اللائقة وأنه مازال وفيا لمحبوبته الأولى، التي أغراها المغترب بتركه ، فهي تعود إلى خطار في نهاية القصة ، تنتهي القصة بالتأم شملهما ، بطريقة لا تقنع القارىء بإمكانية حدوثها.
|
|||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |