أهمية القصيدة في الشعر العربي
معظم شعر
أبي تمام في المدح
لأنه كان من الشعراء المتكسبين
فقد مدح أبو تمام أكثر من
ستين شخصاً لطمعه في المال والشهرة، وقد تحققت
آماله بعد صبر طويل وسعي عنيد
معاني مدح أبي تمام هي
المعاني التقليدية المضخمة و المبالغ فيها ،
وهي تلك التي تعود الشعراء أن ينعتوا بها
الممدوحين ، والتي كان الممدوحين يرتاحون
إليها وتطيب نفوسهم بها
إذا القينا نظرة على بائية أبي تمام في مدح المعتصم وفتح عمورية وجدنا أن القصيدة مزيج من فن غنائي وفن ملحمي :
أما
الغنائيه
ففي التعبير عن شتى عواطف الإنتصار في عمورية ،
إلى إعجاب الخليفة إلى غير ذلك ، والحيوية
التي لا تخلو من عنف
أما
الملحمية
ففي ذكر الأسلحة ووصفها ، وفي وصف القتال وإحراق
عمورية وفي سرد أخبار المعتصم الحربية
وفي المغالاة الأسطورية ، والموسيقى الشديدة
الوقع التي تصاعدت من وزن القصيدة وقافيتها
وأخيراً في الروح القومية التي تعلي
نلمس
في القصيدة الترابط الفكري تمده الحياة العباسية
التي زخر جوها بالعلم والفلسفة فالشاعر
يفتتح قصيدته بمقارنة بين السلاح والتنجيم
ويجعل السلاح طريق الإنتصار ثم جعل فتح عمورية
برهاناً على صحة قصيدته فيصف ذلك الفتح ثم
ينتقل إلى الخليفة الذي قام بالفتح ويمدح
شجاعته وبطولته ، وهكذا تلمس في القصيدة بناء
متلاحم الأجزاء.
في القصيدة ثمة خيال عجيب
في المقدرة على خلق
الصورة وتركيبها تركيباً حافلاً
بالتعقيد وأبو تمام شديد الإعتماد على الصور
للتعبير عن معانيه
يسكب
عليها من انفعاله النفسي حياة وحركة ، وهو
يعمد في شعره إلى التهذيب والتثقيف ويمعن في
ذلك إمعاناً حتى تحسب أن أبياته مصوغة صياغة
صنعه فيها كثير من التأمل وطلب الغريب في
التصوير والتخيل ولا شك أن أبي تمام شاعر
التخليف والتدويم ولشعره قوة وشدة فريدتان
|
||||||||
Copyright © 2001 - 2012 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية |