المقطع الثالث: حبيبة في العراق
أحببت فيك عراق روحي أو
حببتك أنت فيه
يا أنتما - مصباح روحي أنتما - و أتى المساء
والليل أطبق ، فلتشعّا في دجاه فلا أتيه
لو جئت في البلد الغريب إليَّ ما كمل اللقاء
الملتقى بك و العراق على يديّ .. هو اللقاء
شوق يخضّ دمي إليه ، كأن كل دمي اشتهاء
جوع إليه .. كجوع كلّ دم الغريق إلى الهواء
شوق الجنين إذا اشرأبّ من الظلام إلى الولادة
مضامين اللوحة:
يستمر الشاعر في التعبير عن مدى حبه لوطنه، فهو يرى وجه محبوبته
تجسيداً لوطنه، فيحب هذه الحبيبة لأنه يرى أنها والوطن قد تجسدا في
صورة واحدة، فهما المصباحان الهاديان له وسط دروب الليل والعتمة، وأن
لقاء الشاعر بمن يحب ويهوى سيكون فاتراً وغير ذي معنى إذا حدث على أرض
غير أرض العراق، أما اللقاء بمن يحب على أرض العراق، فهو ما يشتاقه
ويتوق إليه.
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون
الخائنون
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام
حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
مضامين اللوحة:
تتبدى العلاقة الوثيقة بين هذه الأبيات، وبين ما سبقها، إذ بعد أن تحدث
الشاعر عن مدى تعلقه بأرض وطنه وحزنه على أبنائه الفقراء، وغربته عنه
وما يصادف الغريب من هوان في الغربة، يبدي استغرابه من قضية التنكر
للوطن وأهله، ويدين بطريقة مباشرة كل من تسول له نفسه الغدر بالوطن
وخيانته.
هل بدا الشاعر متعصباً لبلده عندما فضل شمس وليل بلاده على غيرهما من
بلدان الدنيا؟
رجوع |