أنشودة المطر

الوزن في الشعر الحر


ظلت القصيدة العربية منذ نشأتها ومنذ عرفنا الشعر العربي تتخذ البيت الشعري وحده لها ، البيت عبارة عن شطرين متساويين ، يسمى الشطر الأول صدر البيت ، الشطر الثاني عجز البيت ، وقد ظل هذا النظام هو المتبع في القصيدة العربية . وعلى الرغم من ظهور بعض الأنواع الشعرية الجديدة إلا أن كل البيت لم يتغير . وكما التزم الشعراء بشعر البيت التزموا بنهايته .

 

فكل بيت من الشعر ينتهي بحرف يسمى " الروي " وهذا الحرف يعتبر نقطة وقوف في نهاية البيت ، وقد أعطاه النقاد القدماء أهمية كبيرة فسموا القصيدة باسمه ، فوجدنا سينية البحتري ، وهمزية ابن دريد ، وبائية أبي تمام ، وميمية البوصيري ، وغير ذلك من القصائد المعروفة التي أطلق عليها اسم الحرف الأخير " الروي " أو ما يسميه البعض " بالقافية " في أحد تعريفاتها ، ومع أن التغيير قد جرى على القافية في رحلة الشعر منذ الجاهلية إلى يومنا هذا أكثر مما جرى على البيت الشعري إلا أن الإلتزام بصورة ما ظل موجوداً في الأنواع الشعرية التي عرفت .

 

ظل هذا الأمر قائماً حتى الثلث الأول من القرن العشرين تقريباً حي برز نوع جديد من أنواع الشعر هو " الشعر الحر " وفيه ثار الشعراء على الشكل الموسيقي القديم للقصيدة العربية فأحدثوا تغييراً في الوزن والقافية .

 

 الوزن :

يتكون بيت الشعر من مجموعة من التفعيلات ، وتتكرر هذه التفعيلات بانتظام معين كما ذكرنا . وقد تحرر الشاعر من نظام تكرار التفعيلة ، ولكنه لم يتحرر من التفعيلة نفسها، فقد لجأ إلى نفس التفعيلة وتصرف بها ، في بحر الكامل مثلاً الذي تفعيلاته :

متفاعلن متفاعلن متفاعلن                 متفاعلن متفاعلن متفاعلن

 

تتكرر التفعيلة " متفاعلن " ست مرات في البيت ،ثلاث في الشطر الأول وثلاث في الشطر الثاني ، فقد أخذ الشاعر الحديث نفس التفعيلة " متفاعلن " وكررها في القصيدة بانتظام جديد لا يقيده العدد فأصبح يمكنه أن يبني قصيدته بهذه الصورة مثلاً :

متفاعل متفاعلن

متفاعلن

متفاعلن متفاعلن متفاعلن

متفاعلن متفاعلن متفاعلن

متفاعلن

 

فلم يعد الشاعر ملزماً بعدد التفعيلات ، كما لم يعد ملزماً بالشطر ، فإذا بالقصيدة تستغني عن البيت الشعري التقليدي ذي الشطرين ، وتعتمد شكلاً آخر جديداً هو :السطر الشعري ينطبق فيه الشاعر بعدد غير مقيد من التفعيلات . ثم كان بعد ذلك الجمل الشعرية ، وهي الصورة المتطورة عن السطر الشعري ، حيث أن السطر الشعري قد يمتد إلى تسع تفعيلات ، أما الجملة الشعرية فقد تمتد لتصل لثلاثة أسطر أو أكثر حسب حاجة المعنى ، وهكذا تمتد الجمل الشعرية إلى عدد كبير من التفعيلات تصل إلى عشرين تفعيلة أو أكثر . 

 

اكتبوا لنا ملاحظاتكم واستفساراتكم

تحرير : المدرسة العربية  www.schoolarabia.net

اعداد : المدرسة العربية

 

تاريخ التحديث : أيلول  2004

 

تاريخ التحديث : حزيران 2009

Copyright © 2001 - 2010 SchoolArabia. All rights reserved الحقوق القانونية و حقوق الملكية الفكرية محفوظة للمدرسة العربية