التكيف في القطب الشمالي

التكيف التطوري (التحولي) 

كيف يحدث التكيف التطوري ؟ لاختصار الموضوع فإن التكيفات التطورية هي نتيجة منافسة الحيوانات من نوع واحد أو من أنواع مختلفة ولعدة أجيال متلاحقة كرد فعل على التغيرات في الطبيعة ، بعض السمات –الصفات الخاصة للحيوانات – تُختار (تُغربل) بالإختيار الطبيعي بتفضيل الحيوانات الأكثر انجاباً (الأكثر انتاجاً ) ، وهذا اساس واسع المدى وتِبعا للفرضيات والنظريات فإن كل الخصائص لأي حيوان أو نبات ممكن اعتبارها تكيفات ، وكما يقول العالم شارلز داروين – وهو السّباق في تسجيل هذه الملاحظات "... الأوراق والجذع والجذور لأي شجرة نشأت بالإختيار الطبيعي لمساعدة كل شجرةٍ على حِدَة في منافستها للحصول على المساحة الكافية والهواء والتربة واشعة الشمس ."

إذاً وبعد أن عرفنا ما قاله داروين ، فكيف طبقت للحيوانات التي تعيش في القطب الشمالي هذه النظرية ؟ يكون القطب الشمالي مكان قارس البرودة فهناك الكثير من المنافسة على الطعام والموارد الأخرى وعلى جميع الحيوانات التي تعيش هناك أن تملك تكيفات مناسبة لتكون قادرة على العيش والمواصلة ، وبكلمات أخرى فالحيوانات تحتاج إلى اجهزة ومعدات مختصة في جسمها .

حتى قبل أن يأتي داروين كان هناك عالم احياء في بدايات القرن التاسع عشر يدعى جويل آلان ، درس وطوّر نظرية لكيفية تنوّع الحيوانات اعتماداً على الطقس الذي تعيش فيه (جو بارد أو جو حار) ، وهذا أيضاً ما يسمى بالتكيف المناخي .

طور العالم آلان نظرية مشهورة شرح فيها كيفية احتفاظ الحيوانات بالحرارة ، وتقول النظرية بأن الحيوانات التي تقطن في الطقس البارد لها أذنان وخرطوم وارجل وأذناب اصغر من اقربائها الذين يعيشوا في اماكن الطقس الدافئ ، هل النظرية مألوفة لك ؟

مثال آخر مناسب جداً لقاعدة آلان هو الأرنب البرّي القطبي ، حيث أنه يعيش في المناطق الشمالية من جزيرة غرينلاد ، وله اذنان وخطم وأرجل اصغر من الأرانب التي تعيش في منطقة "لبرادور" التي تبعد مسافة 6000 كلم عن جزيرة غرينلاد في اتجاه الجنوب .